إذا أتى الشتاء
وحركت رياحه ستائري
وخبأ النجوم في ردائه الرمادي
يتسلل الحزن إلي مخترقاً بوابة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
آآآآآه يا صديقتي قلبي
مدينه مغلقة
يخاف أن يزورها ضوء القمر
أرصفة مهجورة
أعمدة مكسورة
يغمرها الثلج وأوراق الشجر
ريح اشتد عويلها مع بحر غاضب..
إني كمصباح الطريق يا صديقتي
أبكي......ولا أحد يرى دمعاتي..
حين تتوالى الفصول والأعوام
و يشتد خريف العمر
وتذبل أوراق أيامي
وتتساقط أسناني
وأسير على ثلاث
وتغزو ضفائري الثلوج البيضاء..
وأجلس على كرسي في انتظار وصول قطار الرحيل..
وتأتي ساعة الرحيل....ويدرج في الأرض جثماني
إلى أي شيء تصير المشاعر والذكريات ؟
أتبلى كما هي أجسادنا
أيخمد هذا القنديل المضيء؟
كما سوف تتلف أعضاؤنا..
هل سنطوى كصفحة في دفتر النسيان..
أم أننا سنبقى نتجول في مدن الذاكرة
نتقاسم مع الأحباب رغيف الحياة
ونتنفس معهم أريج الأحلام
و نتحول مع الأيام إلى بقايا وأطلال
تنثر رياح الحنين عطرنا كلما تصاعدت الأصوات
والطرقات على الأبواب والنوافذ